كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

وقال ابن عقيل عند موته وقد بكى النسوة: قد وقعت عنه خمسين سنة، فدعوني أتهنأ بلقائه.
ولما هجم القرامطة على الحجاج وقتلوهم في الطواف، وكان علي بن بابويه الصوفي يطوف فلم يقطع الطواف والسيوف تأخذه حتى وقع. فأنشد:
ترى المحبين صرعى في ديارهم ... كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
وبعده بيت آخر:
تالله لو حلف الأحباب أنهم ... موتى من البين يوم البين ما حنثوا
فمن أطاع الله واتقاه وحفظ حدوده في حياته، تولاه الله عند وفاته، وتوفاه على الإيمان وثبته بالقول الثابت في القبر عند سؤال الملكين، ودفع عنه عذاب القبر، وآنس وحشته في تلك الوحدة والظلمة.
قال بعض السلف: إذا كان الله معك عند دخول القبر فلا بأس عليك ولا وحشة. ورؤي بعض العلماء الصالحين في النوم بعد موته، فسئل عن حاله، فقال: يؤنسني ربي عز وجل.
فمن كان الله أنيسه في خلواته في الدنيا، فإنه يرجى أن يكون أنيسه في ظلمات اللحود إذا فارق الدنيا وتخلى عنها، وفي هذا المعنى يقول بعضهم:

الصفحة 75