كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

قال بعض السلف: إني لأستحي من الله أن أسأله الدنيا وهو مالكها فكيف أسألها من لا يملكها. يعني المخلوق.
وحصل لبعض السلف ضيق في معيشته حتى هم أن يطلب من بعض إخوانه، فرأى في منامه قائلاً يقول:
أيحسن بالحر المريد. إذا وجد عند الله ما يريد. أن يميل بقلبه إلى العبيد. فاستيقظ وهو من أغنى الناس قلباً.
وقال بعض السلف: قرأت في بعض الكتب المنزلة: ((يقول الله عز وجل: يؤمل غيري للشدائد! والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم. ويرجى غيري ويطرق بابه بالبكرات! وبيدي مفاتيح الخزائن، وبابي مفتوح لمن دعاني. من ذا الذي أملني لنائبة فقطعت به! أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاءه! ومن ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له؟ أنا غاية الآمال، فكيف تنقطع الآمال دوني؟! أبخيل أنا؟! فيبخلني عبدي! أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟! فما يمنع المؤملين أن يؤملوني! لو جمعت أهل السموات وأهل الأرض ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع وبلغت كل واحد منهم أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي! ويا بؤساً لمن عصاني وتوثب على محارمي!)).

الصفحة 83