كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
فأي وقت دعاه العبد وجده سميعاً قريباً مجيباً ليس بينه وبينه حجاب ولا بواب، وأما المخلوق فإنه يمتنع بالحجاب والأبواب ويعسر الوصول إليه في أغلب الأوقات.
قال طاووس لعطاء: إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ويجعل دونها حجابه، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك. وقال وهب بن منبه لبعض العلماء: ألم أخبر أنك تأتي الملوك وأبناء الملوك تحمل إليهم علمك؟! ويحك تأتي من يغلق عليك بابه، ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه! وتدع من يفتح لك بابه بنصف الليل وبنصف النهار ويظهر لك غناه؟ ويقول:
{ادعوني أستجب لكم}.
ورأى ميمون بن مهران الناس مجتمعين على باب بعض الأمراء فقال: من كانت له حاجة إلى سلطان فحجبه فإن بيوت الرحمن مفتحة، فليأت مسجداً فليصل ركعتين ثم ليسأل حاجته.
وكان بكر المزني يقول: من مثلك يا ابن آدم؟! متى شئت تطهرت ثم ناجيت ربك ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان. وسأل رجل بعض الصالحين أن يشفع له في حاجة إلى بعض