كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
{ومن يتق الله يجعل له مخرجاً. ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
وسأل رجل ثابتاً البناني أن يشفع له إلى قاض في قضاء حاجة له، فقام ثابت معه، فكان كلما مر بمسجد في طريقه دخل فصلى فيه ودعا، فما وصل إلى مجلس القاضي إلا وقد قام منه، فعاتبه طالب الحاجة في ذلك، فقال: ما كنت إلا في حاجتك. فقضى الله حاجته، ولم يحتج إلى القاضي.
وكان إسحاق بن عباد البصري نائماً فرأى في منامه قائلاً يقول له: أغث الملهوف. فاستيقظ فسأل: هل في جيرانه محتاج؟ قالوا: ما ندري؟ ثم نام فأتاه ثانياً وثالثاً، فقال له: أتنام ولم تغث الملهوف؟ فقام وأخذ معه ثلاثمائة درهم، وركب بغله فخرج به إلى البصرة حتى وقف به على باب مسجد يصلي فيه على الجنائز، فدخل المسجد فإذا رجل يصلي فلما أحس به انصرف فدنا منه، فقال له: يا عبد الله! في هذا الوقت؟ في هذا الموضع؟ ما حاجتك؟ قال: أنا رجل كان رأس مالي مائة درهم فذهبت من يدي ولزمني دين مائتا درهم، فأخرج له الدراهم، وقال: هذه ثلاثمائة درهم خذها فأخذها ثم قال له: أتعرفني؟ قال: لا. قال: أنا إسحاق بن عباد، فإن نابتك نائبة فأتني فإن منزلي في موضع كذا. فقال له: رحمك الله إن نابتنا نائبة فزعنا إلى من أخرجك في هذا الوقت حتى جاء بك إلينا.