كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أصبحنا ذات يوم فقالت أمي لأبي: والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد. فقام فتوضأ ولبس ثيابه ثم صلى في بيته، قال: فالتفت إلي أمي، فقالت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى، فاخرج أنت. فخرجت، فخطر ببالي صديق لنا تمار فجئت إلى سوقه، فلما رآني صاح بي وذهب بي إلى منزله وأطعمني، ثم أخرج لي صرة فيها ثلاثون ديناراً من غير أن أذكر له شيئاً من حالنا إلا ابتداءً منه. وقال: اقرأ على أبيك السلام، وقل له: إنا جعلنا له شركاً في كل شيء من [متجرنا] وهذا نصيبه منه.
وعن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به قال: فتوضأت، وكان لي صديق لا يزال يقسم علي بالله أن يكن لي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد فذكرت ما روي عن أبي جعفر، قال: من عرضت له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل. فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد أفرغ علي النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق أتدل العباد على الله ثم تنساه! فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة ثم انصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت

الصفحة 88