كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر
أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم.
وعن إبراهيم بن أدهم أنه خرج إلى الغزو مع أصحابه، وأنهم تناهدوا [فوضع] كل واحد منهم ديناراً، ففكر فيمن يقصد من إخوانه ويستقرض منه ثم استفاق فبكى، واسوأتاه أطلب من العبيد، وأترك مولاهم فيقول لي: من كان أحق أن يطلب منه: أنا أو عبدي؟ فتوضأ وصلى وخر ساجداً، وقال: يا رب! قد علمت ما كان مني وذلك بخطئي وجهلي فإن عاقبتني عليه فأنا أهل لذلك، وإن عفوت عني فأنت أهل لذلك، وقد عرفت حاجتي فاقضها برحمتك. ثم رفع رأسه فإذا هو بنحو أربعمائة دينار فتناول منها ديناراً واحداً وذهب.
وعن أصبغ بن زيد، قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثاً لم نطعم شيئاً، فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت: يا أبة! الجوع! فأتيت الميضأة فتوضأت وصليت ركعتين وألهمت دعاءً دعوت به في آخره: اللهم افتح علي منك رزقاً لا تجعل لأحد علي فيه منة، ولا لك علي في الآخرة فيه تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم انصرفت إلى البيت، فإذا بابنتي الكبيرة قد قامت إلي وقالت: يا أبة جاء عمي الساعة بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه دقيق، وحمال عليه من كل شيءٍ في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام، وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء فادع بهذا الدعاء تأتك حاجتك. قال أصبغ: والله ما كان لي أخ قط ولا أعرف من كان هذا القائل؟! ولكن الله على كل شيء قدير.