كتاب نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

وعن الحكم بن موسى قال: أصبحت يوماً، فقالت لي المرأة: ليس عندنا دقيق ولا خبز فخرجت ولا أقدر على شيء، فقلت في الشارع: اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك تعلم أنه لا دقيق لي ولا خبزاً. وقال: ولا دراهم فأتنا بذلك. فلقيني رجل، فقال: خبزاً تريد أو دقيقاً؟ فقلت له: أحدهما ثم مشيت نهاري أجمع لا أقدر على شيء فرجعت فقدم أهلي إلي خبزاً ولحماً واسعاً، فقلت: من أين هذا لكم؟ قالوا: من الذي وجهت به. فسكت.
وعن الأوزاعي قال: رأيت رجلاً في الطواف وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا رب إني فقير كما ترى، وصبيتي قد عروا كما ترى، وناقتي قد عجزت كما ترى، فما ترى يا من ترى ولا يرى؟ فإذا بصوت من خلفه: يا عاصم! يا عاصم! الحق عمك! فقد هلك بالطائف وقد خلف ألف نعجة، وثلاثمائة ناقة، وأربعمائة دينار، وأربعة أعبد، وثلاثة أسياف يمانية، فامض فخذها فليس له وارث غيرك. قال: فقلت: يا عاصم! إن الذي دعوته لقد كان قريباً منك. قال: يا هذا أما سمعت قوله تعالى:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ}.
والآثار والحكايات في هذا المعنى كثيرة جداً يطول ذكرها، وهي موجودة في مثل ((كتاب الفرج بعد الشدة)) و((كتاب مجابي الدعوة)) لابن أبي الدنيا، وفي ((كتاب المستصرخين بالله عند نزول

الصفحة 90