سُبُلٌ، على كل سبيلٍ منها شيطان يدعو إليه. ثم قرأ قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} الآية (¬1).
وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن كل عمل ليس عليه أمره فهو مردود على فاعله، مضروب [به] وجهُه، ولا يزيده من الله إلا بعدًا، كما ثبت في صحيح مسلم (¬2) عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ"، وفي لفظ آخر: "كل عملٍ ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ" (¬3).
وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الله سبحانه جعل الذلة والصَّغار على مَن خالف أمره، ففي مسند الإمام أحمد (¬4) وصحيحي الحاكم وابن حبان من
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (1/ 435، 465)، والطيالسي في مسنده (244)، والدارمي (1/ 67)، والنسائي في "السنن الكبرى" (11174)، وابن حبان في صحيحه (6، 7)، والحاكم في "المستدرك" (2/ 318)، من طرق عن حماد بن زيد عن عاصم ابن أبي النجود عن أبي وائل عن ابن مسعود. وإسناده حسن.
(¬2) برقم (1718) من حديث عائشة.
(¬3) لم أجد هذا اللفظ مرويًّا بإسناد، وذكره ابن عبد البر في التمهيد (2/ 82)، وابن حزم في المحلى (8/ 134). واللفظ المشهور: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ". أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).
(¬4) (2/ 50). ولم أجده في صحيح ابن حبان و"المستدرك". وأخرجه أيضا عبد بن حميد في "المنتخب" (848)، والطبراني في "مسند الشاميين" (216)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1199) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسّان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر. وإسناده ضعيف، وابن ثوبان مختلف فيه، وقال الإمام أحمد: له أحاديث منكرة.