البقلَ" (¬1)، وأيُّ (¬2) نفاقٌ فوقَ هذا النفاق؟
ولا ريبَ أنَّ ارتكاب المحرمات مع العلم بتحريمها أسهلُ وأسلمُ عاقبةً من ارتكابها على هذا الوجه، فإنَّ هذا قَلْبٌ للدين، ومشاققةٌ لرسول رب العالمين، واتباعٌ لغير سبيل المؤمنين، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
فصل
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فقد أكمل الله لنا الدينَ فيما أمرنا به من فريضةٍ وفضيلةٍ وندب، وكلِّ سببٍ يُنال به صلاحُ القلب والدين، وفيما نهانا عنه من كل مكروه ومحرم، وكلِّ سببٍ يُؤثِّر فسادًا في القلب والدين.
فإذا قال القائل: هذا السماع المصطلح عليه المحدَث هو من الدين الذي تَصْلُح عليه القلوب، وتَلطُف وتَرِقُّ، ويَثُور منها وَجْدُها
¬__________
(¬1) أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (680) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (41)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 278) موقوفًا على ابن مسعود. وروي مرفوعًا، قال المؤلف في "إغاثة اللهفان" (1/ 248): في رفعه نظر، والموقوف أصح. وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (2430).
(¬2) في الأصل: "وأين".