كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

بالعراق زنادقة وضعوا التغبير، وفي رواية: أحدثوا القصائد، ليشغلوا الناس عن القرآن (¬1). قال: وسئل أحمد بن حنبل عن التغبير، فقال: بدعة، إذا رأيت إنسانًا منهم في طريقٍ فخذْ في طريق أخرى (¬2).
وقال أبو الحسن بن القصار إمام المالكية: سئل مالك عن السماع، فقال: لا يجوز. قيل: فإن بالمدينة قومًا يسمعون ذلك. قال: إنما يسمع ذلك عندنا الفسَّاق. قال الله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس: 32] أهو حق؟ فقال السائل: لا (¬3).
وفي جامع الخلال (¬4) عن يزيد بن هارون إمام الإسلام في وقته، أنه قال: ما يُغبِّر إلا فاسق، ومتى كان التغبير؟
وفي مسائل عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الغناء، فقال: "الغناء ينبت النفاق في القلب، لا يُعجِبني" (¬5).
قال عبد الله: وحدثني أبي قال حدثني إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: "إنما يفعله عندنا الفساق" (¬6). هذا، وقد برَّأ الله غناءهم عن
¬__________
(¬1) انظر كتاب الخلال (ص 168).
(¬2) المصدر السابق (ص 167).
(¬3) انظر "تفسير القرطبي" (14/ 52).
(¬4) "الأمر بالمعروف" منه (ص 168).
(¬5) انظر "المسائل" (ص 316) و"تلبيس إبليس" (ص 228).
(¬6) العلل لأحمد (1/ 260) وكتاب الخلال (ص 158) و"تلبيس إبليس" (ص 229).

الصفحة 32