كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

فقال: إما أن نُخرِجهم وإما أن نخرج. وعن ابن مسعود أنه دعي إلى وليمة، فسمع صوت لهو فرجع، فلقيه الذي دعاه، فقال: مالكَ رجعتَ؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كثَّر سوادَ قوم فهو منهم، ومن رضي عملَ قوم فهو شريكُ مَن عمله" (¬1). وقال يزيد بن هارون: التغبير بدعة وضلالة. وقال الشافعي: التغبير أحدثته الزنادقة يصدُّون الناس به عن القرآن. وقال الإمام أحمد: هو بدعة ومُحدَث، ونهى عن استماعه. وقال مالك: إنما يفعله عندنا الفساق. هذا آخر جواب ابن بطة.

فصل
وأما إنكار مشايخ الطريق العارفين بآفاته وسوء تأثيره في القلوب فكثير جدًّا، وكثير ممن حضره منهم تاب منه توبته من الكبائر.
وذكر أبو موسى المديني (¬2) أنَّ أبا القاسم النصر ابادي دخل على إسماعيل بن نُجَيد، فقال ابن نجيد: يا أبا القاسم! سمعتُ أنك مُولَع بالسماع، فقال: نعم أيها الشيخ، السماع خير من أن نقعد ونغتاب، فقال له: هيهات! زلَّة تَزِلُّ في السماع أعظم من كذا وكذا سنةً تغتاب.
قال أبو موسى: وذكر نصر بن علي قال: سمعت أبا محمد جعفر
¬__________
= والشطرنج والملاهي (ص 217). وانظر "الدر المنثور" (11/ 589).
(¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 135) و"المطالب العالية" (2/ 42)، ولم أجده في طبعتي المسند. وفي إسناده انقطاع. وانظر "نصب الراية" (4/ 346).
(¬2) لم أعثر على كتابه الذي نقل عنه المؤلف نصوصًا عديدة.

الصفحة 35