كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

الأسرار" (¬1): حدثني أبو عبد الله المقرئ، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: قال لي الجنيد: "إذا رأيت المريد يسمع السماع، فاعلم أنَّ فيه بقايا من اللعب.
وقال أبو عبد الله بن باكُوَيه في كتاب حكايات الصوفية: سمعت أحمد بن محمد البردعي، يقول: سمعت المرتعش، يقول: سمعت أبا الحسين النوري يقول لبعض أصحابنا: إذا رأيتَ المريد يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهية فلا ترجُ خيره.
قال الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي (¬2): هذا قول مشايخ القوم وإنما ترخص المتأخرون فيه حبًّا للهو، فتعدى شرهم من وجهين:
أحدهما: سوء ظن العوام بقدمائهم، لأنَّهم يظنون أنَّ الكلَّ كانوا هكذا.
الثاني: أنهم جرَّأوا العوام، فليس للعامي حجة إلَّا أن يقول: فلانٌ يفعل كذا.
قال (¬3): وقد نشب (¬4) حب السماع بقلوب خلق منهم فآثروه على قراءة القرآن، ورقَّت قلوبهم عنده ما لا تَرِقُّ عند القرآن، وما ذاك إلا
¬__________
(¬1) نقل عنه المؤلف بواسطة "تلبيس إبليس" فيما يبدو، انظر هذا النص فيه (ص 247).
(¬2) انظر "تلبيس إبليس" (ص 247)، وفيه الخبر السابق.
(¬3) أي ابن الجوزي في المصدر السابق.
(¬4) في الأصل: "تشبث". والتصويب من تلبيس إبليس.

الصفحة 46