كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وقد أصدر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله كتابه "ابن قيم الجوزية - حياته
واثاره " في عام 0 0 4 1، فذكر أنه "قد انتشر على ألستة بعض طلاب العلم أ ن
كتاب الروح ليس لابن القيم أو نه ألفه قبل اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعا لى. هذا ما تناقلته الالسن ومر على الأسماع في المجالس
والمباحثات، ولم أر ذلك مدونا في كتاب، ولعل شيئا من ذلك قد دون
ولكن لم يتيسر الوقوف عليه " (1).
وكأن ما سمع الشيخ بكر كان صدى لما ذكره الشيخ الألباني في مقدمة
"الايات البينات "، ولكن لم يكن الكتاب المذكور قد صدر حينما أعد الشيخ
بكر رسالته عن ابن القيم، فلم يقف عليه، كما فاته الاطلاع على سؤال الشيخ
جميل غازي وجواب الشيخ محمد نجيب المطيعي. وقد رد الشيخ بكر
على الشبهتين، و ثبت أن كتاب الروح لابن القيم بلا ريب، وأنه ألفه بعد
اتصاله بشيخ الاسلام لا قبله.
وذكر الشيخ بكر انه لتحقيق هذه المسألة قرأ كتاب الروح من اوله إ لى
اخره قراءة المتأمل الفاحص، فتبين له أن ما تناقلته الالسن "نتائج موهومة
سبيلها النقض، ونهايتها الرفض المحض، و نها إنما انتشرت من غير دراسة
ولا تحقيق ".
وصدق الشيخ، فلم يكن كلام الشيخ الالباني ايضا صادرا عن دراسة
لكتاب الروج، وانما الذي أثار الشك في نفسه أنه وجد في كتاب الروح رإلا
واحتجاجا مخالفا لما عهده من منهج ابن القيم، وخادشا لصورته المرسومة
في ذهنه، ثم إن الاعتقاد بان الموتى يسمعون هو السبب الاقوى الموجب
(1) ابن قيم الجوزية - حياته، آثاره، موارده؟ دار العاصمة، 23 4 1 (ص 4 5 2).
10

الصفحة 10