كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

آماله وعلق به رجاه. الغفور الذي يغفر لمن لا يشرك به، ولو ملأت قراب
الارض خطاياه. الرحيم الذي هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها. التواب
الذي يفرح بتوبة عبده أشد من فرح الفاقد لراخلته عليها طعامه وشرابه إذا
وجدهاء السميع الذي يسمع ضجيح الاصوات باختلاف اللغات على تفنن
الحاجات، فلا يشغله سمع عن سمع، فلا تغلطه المسائل، ولا يتبرم بإ لحاح
الملحين. البصير الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في
الليلة الظلماء. يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شان، يغفر
ذنبا، ويفرج كربا، ويضع أ قواما، ويرفع آخرين.
أحمده، والذي يستحقه من ا لحمد فوق حمد ا لحامدين، فانه ذو القوة
المتين. و ستهديه سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصا لحين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله المرسلين ورب
الاولين والاخرين. ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. هو ا لحي الذي لا
إله إلا هو، فادعوه مخلصين له الدين. ا لحمد لله رب العالمين.
و شهد أن محمدا عبده ورسوله الامين ورسوله المبين الذي بعثه رحمة
للعالمين، وحجة على العباد أ جمعين. فهدى به من الصلالة، وعلم به من
ا لجهالة، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأقام به الملة العوجاء، و بان
به المحجة البيضاء، فلم يزل غ! ير مشمرا في ذات الله لا يرده عنه راد، صادعا
بامر ه لا يصده عنه صاد، حتى طلع فجر الإيمان، وأشرقت شمس التوحيد
والعرفان، وسارت دعوته مسيرة الشمس في الاقطار، وبلغ دينه ما بلغ الليل
والنهار. فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين صلاة دائمة
بدوام السموات والارضين، وسلم وبارك ".
101

الصفحة 101