منهح التعقيق
تبين لي من دراسة النص في النسخ المختلفة ان نسخة المصنف التي
ترجع إليها أصول هذه النسخ لم تحظ منه بالمراجعة والقراءة عليه. فبقي
فيها أشياء من السهو في الترقيم وسبق القلم وما نتج عن إهمال الحروف
وسرعة الكتابة من ضروب الاشكال. وقد اجتهد الوراقون في قراءة النص،
فأفلحوا حينا، وأخفقوا حينا، فرسم بعضهم الكلمة المشكلة رسما. و تجرأ
بعضهم فأصلحها بل أصلح ا لجملة، فأصاب مرة و خطأ مرات. وقد أدى
ذلك كله إلى وجود خلافات كثيرة بين النسخ.
وقد رأيت من قبل في تحقيق طريق الهجرتين أن نسخة الفاتح التي نص
كاتبها على أنه نقلها من نسخة المصنف لم يكن الاعتماد عليها وحدها كافيا
للوصول إلى نص سليم، لولا نسخة المصنف التي كشفت عن خطاء وقع
فيها كاتب نسخة الفاتح. فكيف بنسخ كتاب الروح لتي لم يخبرنا نساخها
شيئا عن أصولهم، قلا ندري من كتبها ومتى كتبها وكم نسخة بينها وبين
أصل المؤلف. نعم، ذكر كاتب النسخة (ج) تاريخ كتابة أصلها، ولكن بعدما
نسي هو ان يذكر اسمه!
النسخ التي اعتمدت عليها في تصحيح النص خمس، وهي ذوات
الرموز (أ، ب، ق، ط، غ). وأضفت إليها نسخة سادسة رمزها (ن) لانفرادها
بأمور سبق ذكرها في وصفها. أما [لنسختان (ج، ز) فكان الرجوع إليهما
للاستئناس.
ولما كانت نسخة الظاهرية المكتوبة سنة 774 أقرب النسخ إلى زمن
105