كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

بدعة وضلالة نشات في الإسلام، بل هو اصل كل خطأ في الاصول
والفروع، ولاسيما إن اضيف إليه سوء القصد. فيتفق سوء الفهم في بعض
الاشياء من المتبوع مع حسن قصده، وسوء القصد من التابع، فيا محنة الدين
وأهله! ".
وقد عقد المؤلف الفصل ا لحادي والعشرين من كتابه "الصواعق
المرسلة على الجهمية والمعطلة) " في بيان الاسباب ا لجالبة للتاويل. وذكر
اربعة أسباب: اثنين من المتكلم واثنين من السامع، وهما سوء الفهم وسوء
القصد. وقال: "فلما حدث بعد انقضاء عصرهم - يعني الصحابة - من ساء
فهمه وساء قصده وقعوا في أنواع من التأويل بحسب سوء الفهم وفساد
القصد. . . واذا تاملت أصول المذاهب الفاسدة رايت اربابها قد شتقوها من
بين هذين الاصلين. ء." (0 0 5 - 0 1 5). وذكر في "شفاء العليل " من اثار
القسوة تحريف الكلم عن مواضعه ثم قال: "وذلك من سوء الفهم وسوء
القصد" (ص 6 0 1).
وفي زاد المعاد ذكر من فقه قصة قدوم وفد نجران "أن الكلام عند
الإطلاق يحمل على ظاهره حتى يقوم دليل على خلافه. . ." و شار إلى إيراد
النصارى على قوله تعا لى: <ياخت هرون > [مريم: 28]. قال: ". . . فإيراده
إيراد فاسد وهو إما من سوء الفهم أو سوء القصد) ". (3/ 4 4 6).
ه) من منهج ابن القيم في البحث انه في المسائل الخلافية يستقمي
الاقوال وحجج القائلين بها، ثم يناقشها قولا قولا بعرضها على الكتاب
والسنة دون تعصب لهذا أو ذاك، وقد يقيم مناظرة بين الخصوم، فهذا يحتج
على ذاك، ثم ذاك يرد على هذا، وهكذا حتى يطهر الصواب. ومن أمثلة ذلك
22

الصفحة 22