كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

7) في آخر كتاب الروح باب طويل في الفروق، ولكن الفروق الثمانية
التي ختم بها الكتاب هي خلاصة القواعد التي قاست عليها دعوة شيخ
الاسلام وأصحابه في إصلاح الامة والرجوع بها إلى الكتاب والسنة في
العقيدة و لعبادات و لمعاملات والسلوك جميعا. فالفروق الثلاثة: "الفرق
بين توحيد المرسلين وتوحيد المعطلين، والفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه
المعطلة، والفرق بين إثبات حقائق الاسماء و لصفات وبين التشبيه
و لتمثيل" تدور حول التوحيد. و" الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وبين
إهدار أقوال العلماء والغائها، والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع
وا لحكم المؤول الذي نهايته أن يكون جائز الاتباع عند الضرورة ولا درك
على مخالفه " حول تقليد الائمة الفقهاء المجتهدين. و"الفرق بين تجريد
التوحيد وبين هضم أرباب المراتب، والفرقان بين أولياء الرحمن و ولياء
الشيطان، والفرق بين الحال الايماني والحال الشيطاني " حول التصوف.
ومعظم مؤلفات ابن القيم دائرة على هذه المحاور، فلا يخفى على من له
شيء من الانسة بكتبه أن كتاب الروح أيضا قد خرج من المعدن نفسه.
8) ابن القيم رحمه الله معروف بطول النفس وا شباع الكلام
والاستطراد، وبعض المباحث التي يستطرد إليها يكون أهم من الموضوع
الاصلي الذي عقد الكلام عليه، وكثيرا ما ينبه في آخر هذه الفصول
والمباحث الطويلة على أن أهميتها وشدة الحاجة إليها هي التي اقتضت
الاطالة فيها. فقال في كتاب الروح بعدما أورد فصولا كثيرة في الفروق:
"ولا تستطل هذا الفصل فلعله من أنفع فصول الكتاب والحاجة إليه
شديدة. . . ".
24

الصفحة 24