كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وليس العنوان فيما أرى بخط ناسخ المخطوطة، ولا شك أن الذي كتبه
لم يقرأ الكتاب كاملا؛ فإن ابن القيم نفسه أحال فيها على كتاب اخر له كبير
" في معرفة الروح والنفس "، فهذا الكتاب غيره لا محالة. ومن ثم علق بعض
من قرأ هذه النسخة تحت العنوان المذكور بخط مائل أيضا: "قلت: الصواب
ترك (والنفس)، فإن لمؤلف هذا الكتاب كتاب كبير (كذا) في معرفة الروح
والنفس، أشار إليه في جواب المسألة الخامسة من هذا الكتاب. والله أعلم ".
وهذا قاطع -كما ترى - في أن العنوان المكتوب في أول هذه النسخة
خطأ صرف. ولعل كاتبه اجتهد في تسمية هذا الكفاب من عنده، إذ وجد
النسخة غفلا من العنوان، ورأى المؤلف قد خصص المسائل الثلاث
الاخيرة لحقيقة النفس وما إليها، و لمسألة الاولى منها مطولة جدا، فبدا له
أن عنوان "الروح و لنفس" أنسب لهذا الكتاب من عنوان "الروح "، وهو لا
يعلم أصلا أن للمؤلف كتابا اخر كبيرا بعنوان "الروح والنفس ".
وهنا وقفتان:
الوقفة الأولى: أورد خير الدين الالولمي (ت 17 13) في كتابه جلاء
العينين في محاكمة الاحمدين خمسمة بحوث موجزة في الروح. الثاني منها
في حقيقة الانسان وقال: "إن المعول عليه عند المحققين قولان: الاول أنه
عبارة عن جسم نوراني علوي. . . وقال المحقق ابن القيم في كتاب الروح إنه
الصواب، وعليه دل الكتاب والسنة وإ جماع الصحابة " إلخ (ص 68 1). وهذا
كله منقول من روح المعاني لوالده. ولكن بعد أسطر لما ختم البحث قال:
"ومن أراد الاحاطة بالادلة والتفصيل فليرجع إلى كتب الامام الرازي. . . وإلى
كتاب الروح و لنفس لابن القيم وروح المعاني وغيرها (ص 69 1).
27

الصفحة 27