كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

اثنتين وعشرين حجة للخصم ثم رد عليها جميعا. فهل هذه المسألة لم تكن
من المسائل المعروضة عليه أو كانت معروضة لكن كانت نيته أن يتناولها
بالاختصار، و ن يحيل للتفصيل على كتاب الروح والنفس، بيد أنه لما تكلم
عليها غير رأيه؟
يؤيد الاحتمال الأخير أنه لو كانت الاجابة عن السؤال المذكور على
هذا الوجه من الاضافة والاطناب مقصودة من بداية الامر لأحال هناك على
هذه المسألة التاسعة عشرة بدلا من الاحالة على كتاب الروح و لنفس. كما
فعل في المسألة الخامسة عشرة، إذ قال: ". .. فالقول الصحيح غيره، كما
ستقف عليه إن شاء الله تعا لى، إذ ليس الغرض في جواب هذه المسألة
الكلام في الأرواح هل هي مخلوقة قبل الاجساد أم لا؟ ". فاحال على
المسألة الثامنة عشرة من هذا الكتاب، ولم يحل على كتابه الكبير في الروح
والنفس، مع أن هذا البحث لا بد أن يكون من أهم موضوعاته.
بل لعل المؤلف لم يكن في باله وهو يكتب عنوان المسألة التاسعة
عشرة ن يتوسع في الكلام عليها، فانه لم يقتصر فيه على سؤال واحد بل
ضمنها ثلاثة أسئلة، فقال: "و ما المسألة التاسعة عشرة وهي: ما حقيقة
النفس. . .؟ وهل هي الروح أو غيرها؟ وهل الأمارة واللوامة والمطمئنة نفس
واحدة لها هذه الصفات أم هي ثلاث أنفس؟ ".
وصنيعه هذا في العنوان يدل على نه كان يريد أن يتكلم تحته على
المسائل الثلاث ويختم بها الكتاب. والمسألة الاولى منها هي التي تحتاج
إ لى إفاضة القول، فيتكلم عليها بشيء من التفصيل ويحيل للتوسع في أدلته
والرد على المنازعين على كتابه الكبير في الروح والنفس. ولكنه لما خاض
36

الصفحة 36