كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

اولى و حرى ".
هذه خلاصة ما قال ابن القيم وما استدل به.
وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: هل الميت يسمع كلام
زائره، ويربد شخصه؟
فأجاب: "الحمد دله رب العالمين. نعم يسمع الميت في الجملة "،
واستدل من الادلة السابقة بالثالث، فالثا ني، فالرابع، فالاول، ثم بما جاء في
السنن ان النبي! قال: "اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة،
فان صلاتكم معروضة علي. . .) " ا لحديث، وما جاء فيها من قوله: "إن الله
وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام ".
ثم قال: "فهذه النصوص وأمثالها تبين ان الميت يسمع في ا لجملة كلام
الحي، ولا يجب ان يكون السمع له دائما، بل قد يسمع في حال دون حال،
كما قد يعرض للحي، فإنه قد يسمع احيانا خطاب من يخاطبهم، وقد لا
يسمع لعارض يعرض له. وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء،
ولا هو السمع المنفي بقوله: < إنك لادممتمع الموني > [التمل: 80] فإن ا لمراد
بذلك سمع القبول والامتثال. فإن الله جعل الكافر كالميت الذبد لا يستجيب
لمن دعاه، وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعنى. فالميت وإن سمع
الكلام وفقه المعنى فإنه لا يمكنه إجابة الد عي ولا امتثال ما مر به ونهى
عنه، فلا ينتفع بالامر و لنهي. وكذلك الكافر لا ينتفع بالامر والنهي وإن
سمع الخطاب وفهم المعنى كما قال تعا لى: < ولؤعلم الده فجهغ خبرا
لاسمممهتم) [الانفال: 23].
42

الصفحة 42