كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

ابن القيم بنى جوابه على أجوبة شيخه، و لادلة الاربعة الاولى هي أدلة
شيخه. ثم زاد عليه بعض الادلة و يدها بالاثار والمنامات.
لكن الفرق بين جوابيهما أن شيخ الاسلام يرى أن الميت يسمع في
الجملة كما قال في جوابه الأول مرتين، وزاد في المرة الثانية أنه "لا يجب
أن يكون السمع له دائما، بل قد يسمع في حال دون حال ". و"قد" هنا
للتقليل. ويرى أن الميت قد يعرف من يزوره كما قال في جوابه الثاني، فهذه
المعرفة أيضا ليست دائمة.
أما ابن القيم فقد توسع وعمم في كلامه. وقد نقل صاحبه ابن كثير في
تفسيره (6/ 325 - 327) من أول المسألة إلى اخر قول ابن القيم بعد الدليل
السادس. وقد حذف الاستدلال بتسمية المسلم زائرا، ولكن نقل قوله:
"والسلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال ". فكان ابن كثير موافق
لابن القيم في هذه المسألة وما استدل به مما نقله.
وقد ناقش الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله في مقدمته
لكتاب "الايات البينات في عدم سماع الاموات عند الحنفية السادات " (ص
98) دلائل القائلين بالسماع، فرد على الدليل الأول بأنه خاص بأهل القليب
وكان خرقا للعادة، وعلى الثاني بأن قرع النعال خاص بوقت وضعه في قبره.
وذكر أنهم استدلوا بأحاديث أخرى لا تصح أسانيدها. ومنها حديث ابن
عباس الذي نقل تصحيحه عن ابن عبد البر وصححه شيخ الاسلام وغيره
(انظر ص 132).
ثم قال: "و غرب ما رأيت لهم من الأدلة قول ابن القيم في الروح تحت
المسالة الأولى. . . فاجاب بكلام طويل جاء فيه ما نصه " ونقل استدلاله

الصفحة 44