كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

بتسمية المسلم على الميت زائرا وسلامه عليه وقال: "رحم الله ابن القيم فما
كان أغناه عن الدخول في مثال هذا الاستدلال العقلي. .. ) " إلخ. وقد سبق أ ن
نقلنا تعقيبه هذا في مبحث تحقيق نسبة الكتاب.
ثم رد الاول بزيارة البيت ا لحرام وزيارة قباء وتسمية طواف الافاضة
بطواف الزيارة. ورد الثاني بمخاطبة الصحابة للنبي! في تشهد الصلاة
بقولهم: السلام عليك أيها النبي، وهم خلفه قريبا أو بعيدا في مسجده وغير
مسجده (ص 0 6).
هذا في مقدمة الكتاب، ثم في تعليقه على كلام الالوسي أشار إلى أشياء
أخرى في الرد على الاستدلال بالسلام. وذكر ابن القيم فقال (ص 132):
"وكأنه رحمه الله. . . لم يستحضر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في توجيه هذا
السلام ونحو 5، فقال في الاقتضاء (ص 6 1 4) وقد ذكر حديث الاعمى المشار
إليه انفا (يعني قوله: يا محمد إ ني توجهت بك إلى ربي. . . وهذا إذا افترض أ ن
النبي ع! ي! كان بعيدا او غائبا عنه لا يسمعه): "هذا و مثاله ند 1ء بطلب به
استحضار المنادى في القلب، فيخاطب لشهوده بالقلب كما يقول المصلي:
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. والانسان يفعل هذا كثيرا، يخاطب
من يتصوره في نفسه وان لم يكن في الخارج من سمع الخطاب ".
قلت: جاء كلام شيخ الاسلام هذا في توجيه حديث الاعمى، ولكن
استدلاله بالسلام على الميت قد ورد في ا لجواب عن المسألة التي نحن
فيها، كما سبق.
ومما استدل به ابن القيم على معرفة الأموات بزيارة الاحياء تلقين
الميت بعد الدفن، وهي المسألة الاتية.
45

الصفحة 45