كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

2) تلقين الميت بعد الدفن (ص 29 - 33).
هذه المسالة من المسائل العارضة في كتاب الروج، وقد استدل بها ابن
القيم على سماع الاموات وقال: ولولا نه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه
فائدة وكان عبثا. ثم ذكر أن الامام أحمد استحسن التلقين واحتج عليه
بالعمل. وذكر حديث أبي أمامة وقال: "فهذا ا لحديث وإن لم يثبت، فاتصال
العمل به في سائر الامصار والاعصار ومن غير إنكار كاف في العمل به ".
أما استحسان الامام أحمد للتلقين، فلم أجده، وانما المذكور عنه
إباحته، كما في مجموع الفتاوى (4 2/ 296 - 299) وغيره. وابن القيم نفسه
لما ذكر في كتابه زاد المعاد هدي النبي في الجنائز قال: "ولا يلقن الميت،
كما يفعله الناس اليوم. واما ا لحديث الذي رواه الطبراني. . . لا يصح رفعه.
ولكن قال الاثرم: قلت لابي عبد الله: فهذا الذي يفعلونه إذا دفن الميت،
يقف الرجل ويقول: يا فلان بن فلانة، اذكر ما فارقت عليه الدنيا: شهادة أ ن
لا إله إلا الله. فقال: ما رأيت أحدا فعل هذا إلا هل الشام، حين مات أبو
المغيرة، جاء إنسان فقال ذلك. .. " (1). فهذا يدل على أنه لم يكن التلقين
معمولا به في سائر الامصار والاعصار كما ذكر في كتاب الروح.
وقد سبق في مبحث "زمن تأليف الكتاب " أن كتاب الروح من الكتب
التي ألفها ابن القيم قبل زاد المعاد، فينبغي أن يعد قوله في الزاد اخر قوليه
في المسألة.
هذا، وقد تعقب كلام المؤلف في كتاب الروح الامير الصنعاني فقال
(1) زاد ا لمعاد (1/ 2 2 5 - 23 5).
46

الصفحة 46