كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

في كتابه " جمع الشتيت ": "وهو كما تراه في غاية الضعف فإنه يقال له أولا:
لا تشك أنت ولا تنكر أن اعظم الائمة اتباعا واقتداء برسول الله! هم
أصحابه، ونعلم يقينا أنه لم يأت عنهم حرف واحد أنهم لقنوا أبا بكر ولا
عمر ولا عثمان ولا عليا رضي الله عنهم، ولا ان احدا من هؤلاء الخلفاء لقن
ميتا بعد دفنه، بل ولا يمكن والله أن يأتي برواية عن حد من الصحابة أنه قام
على قبر غيره وقال: يا قلان بن فلانة، ولا قام احد على قبر صحابي يناديه.
فكيف يقول ابن القيم مع إمامته إنه اتصل العمل به في سائر الامصار
والاعصار؟ ثم يقال له ثانيا: هذا الامام أحمد يقول: ما رأى أحدا يفعله إلا
أهل الشام حين مات أبو المغيرة، فكيف يقول:" سائر الامصار والاعصار"،
واحمد يخبر انه لم يفعله إلا هل الشام حين مات ابو المغيرة؟ وكم من
اعصار قبله خلت من وفاته! شيو. واما الامصار فلم تكن انحصرت في
الشام ".
وقد علق الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله في نسخته
من كتاب الروح تعليقا طويلا على امر الاستحسان والعمل في سائر
الامصار، وقد نقلناه منه في موضعه.
3) قراءة القران وإهداؤها للميت (ص 6 1 4 - 8 1 4).
وهي جزء من المسألة السادسة عشرة من مسائل الكتاب في انتفاع
الموتى بسعي الاحياء، أجاب عنها بن القيم بجواب طويل مستفيض ذكر فيه
اولا: ان اهل السنة مجمعون على الانتفاع بأمرين، احدهما: ما تسبب إليه
الميت، والثا ني: الدعاء والاستغفار له والصدقة وا لحج عنه. وإنما الخلاف
في العبادات البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القران والذكر. ثم ساق ادلة
47

الصفحة 47