كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

انتفاع الميت بما تسبب إليه وما لم يتسبب، فذكر أدلة وصول ثواب الصدقة
والصوم وا لحج. ثم قال: "وهذه النصوص متظاهرة على وصول ثواب
الاعمال إلى الميت إذا فعلها ا لحي عنه، وهذا محض القياس، فإن الثواب
حق للعامل فاذا وهبه لاخيه المسلم لم يمنع من ذلك".
وقال أيضا: "وقد نبه النبي ع! ي! بوصول ثواب الصوم الذي هو مجرد
ترك ونية تقوم بالقلب ... على وصول ثواب القران التي هي عمل باللسان
وتسمعه الأذن وتراه العين بطريق الأولى. . . والعبادات قسمان: مالية وبدنية.
وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة على وصول ثواب سائر العبادات
المالية، ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول ثواب سائر العبادات البدنية.
و خبر بوصول ثواب ا لحج المركب من المالية والبدنية. فالأنواع الثلاثة
ثابتة بالنص والاعتبار".
ثم ذكر أدلة المانعين من الوصول، ثم أدلة المقتصرين على وصول
العبادات التي يدحلها النيابة كالصدقة والحج، ثم جواب القائلين بالوصول
عن أدلة الفريقين. وهو جواب مطول قرر في اخره أن قراءة القران وإهداءها
للميت تطوعا بغير أجرة تصل إليه.
وهذا هو جواب شيخ الاسلام أيضا لما سئل عن ذلك فقال: "من قرأ
القران محتسبا و هداه إلى الميت نفعه ذلك" (1). فكأن جواب ابن القيم
تفصيل وتشييد لجواب شيخ الإسلام. وهو مذهب احمد وأ بي حنيفة
وطائفة من أصحاب مالك والشافعي. والمشهور من مذهب الشافعي ومالك
أن العبادات البدنية لا يصل ثوابها إلى الميت.
(1) مجموع الفتاوى (4 2/ 0 0 3).
48

الصفحة 48