كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وقد أورد ابن القيم في آخر المسألة إيرادات على قوله، ثم أجاب عنها.
وقد ناقش السيد رشيد رضا في تفسير المنار إجاباب ابن القيم فقال:
". . .وهو لم ينس من حجج المانعين لوصول ثواب قراءة القرآن ونحوها
عدم نقل شيء من ذلك عن السلف، ولكنه وهو من أكبر أنصار اتباع السلف
قد أجاب عن هذه الحجة بجواب ضعيف جدا".
وبعد ما ساق كلام ابن القيم بطوله، بدا رده عليه بقوله:
"عفا الله عن شيخنا وأستاذنا المحقق، فلولا الغفلة عن تلك المسألة
الواضحة لما وقع في هذه الاغلاط التي نردها عليه ببعض ما كان يردها هو
في غير هذه الحالة، وسبحان من لا يغفل ولا يعزب عن علمه شيء".
ثم رد على جواب ابن القيم ردا مفصلا.
ومما قال في رده على تعليل ابن القيم عدم نقل شيء من هذه الاعمال
لحرص السلف على كتمان أعمال البر: "ما من نوع من أنواع البر المشروعة
إلا وقد نقل عنهم فيه الكثير الطيب، حتى الصدقات التي صرح القران
بتفضيل إخفائها على الابداء تكريما للفقراء وسترا عليهم، ولما قد يعرض
فيها من المن والاذى والرياء المبطلة لها. وقراءة القران للموتى لي! ست
كذلك حتى إن المراءاة بها مما لا يكاد يقع؛ لان الذي يقرأ لغيره لا يعد من
العباد الممتازين على غيرهم فيكتمه خوف الرياء. ثم أين الذين نصبوا
أنفسهم للارشاد والقدوة والدعوة إلى الخير من الصحابة والتابعين، لم لم
يؤثر عنهم قول ولا فعل في هذا النوع من البر الذي عم بلاد الاسلام بعد
خير العصور لو كان مشروعا؟ فهل يمكن أن يقال: إنهم كانوا يتركون الامر
بالبر، كما قيل جدلا: إنهم أخفوا هذا النوع منه وحده؟ كلا، إنهم كانوا هداة

الصفحة 49