كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

بأقوالهم و عمالهم، وتأثير الاعمال في الهداية أقوى ".
وأما قول ابن القيم: إن القائل بأن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قائل ما
لا علم له به .. إلخ. فرد عليه السيد رشيد رضا بقوله: "الذي يثبت ما ذكر
للسلف أجدر بقول ما لا علم له به، وناهيك به إذا كان معترفا بأنه لم ينقل
ذلك عن أحد منهم، والنفي هو الاصل، وحسب النا في نفيه للنقل عنهم في
أمر تدل الايات الصريحة على عدم شرعيته، ويدل العقل وما علم بالضرورة
من سيرتهم أنه لو كان مشروعا لتواتر عنهم أو استفاض ".
أما قول ابن القيم: "وسر المسألة أن الثواب ملك للعامل، فإذا تبرع به
و هداه إلى اخيه المسلم وصله الله إليه، فما الذي خص من هذا ثواب قراءة
القران وحجر على المرء أن يوصله إلى اخيه) "، فقال في مناقشته: " لم نكن
ننتظره من أستاذنا ومرشدنا إلى اتباع النقل في أمور الدين دون النظريات
والاراء، على أن هذه القاعدة النظرية غير مسلمة؛ فإن الثواب أمر مجهول
بيد الله تعا لى وحده كأمور الاخرة كلها، فانها من علم الغيب التي لا مجال
للعقل فيها. وما وعد الله تعا لى به المومنين الصا لحين المخلصين له الدين
من الثواب على الايمان والاعمال بشروطها لا يعرفون كنهه ولا مستحقه
على سبيل القطع؛ ولذلك امروا بان يكونوا بين الخوف والرجاء، ولا يوجد
في الايات ولا الاخبار الصحيحة ما يدل على أن العامل يملك ثواب عمله
وهو في الدنيا كما يملك الذهب والفضة أو القمح والتمر فيتصرف فيه كما
يتصرف فيها بالهبة والبيع ".
وقول ابن القيم: "وهذا عمل الناس حتى المنكرين في سائر الاعصار
و لامصار من غير نكير من العلماء) "، رد عليه السيد رشيد رضا بقوله:
50

الصفحة 50