كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فلما جعل الله الاسلام في قلبي أتيت رسول الله! ي!، فقلت: ابسط يدك
فلأبايعك، فبسط يمينه. قال: فقبضت يدي. فقال: "مالك يا عمرو؟ "
قلت (1): أردت أن أشترط. قال: "تشترط ماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: " أما
علمت أن الاسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن
الحج يهدم ما كان قبله؟ ". وما كان أحا أحب إ لي من رسول الله! ولا
أجل (2) في عيني منه، وما كنت اطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت
أن أصفه ما أطقت لاني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال
لرجوت أن أكون من أهل ا لجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدري ما حا لي فيها.
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار. فإذا دفنتموني فسنوا علي
التراب سنا (3)، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها،
حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا [ه ب] راجع به رسل ربي.
فدل على أن الميت يستأنس با لحاضرين عند قبره ويسر بهم.
وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت
الدفن.
قال عبد الحق (4): يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة
(1) (ب، ز، غ، ج):"قال".
(2) ما عدا الاصل و (غ): " احلا".
(3) اي صبوه صبا سهلا. ويروى بالمعجمة. انظر: مشارق الانوار (2/ 223). وفي
الاصل و (غ) وضع النقط مع علامة الاهمال، للدلالة على جو ز الوجهين.
(4) في (ز): "عبد الحكيم "، وهو خطأ، فان المقصود عبد الحق الاشبيلي.
21

الصفحة 21