كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قال الحافط أبو موسى: هذا حديث حسن جدا، رواه عن سعيد بن
تتبعها ودرسها وتكلم على روا تها محقق كتاب " الوابل الصيب " الشيخ
عبد الرحمن بن حسن بن قائد فجزاه الله خيزا وخلص إلى ضعف الحديث، وسبقه
إ لى ذلك العلامة الالباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة) " (084 1)، وقبلهما
الحافظ ابن ا لجوزي في "العلل المتناهية " (2/ 1 1 2) فقال: "هذا حديث لا يصح".
ومع ذلك فقد كان بعض إهل العلم يعنهم شأنه، كما ذكر المصنف ذلك عن شيخ
الاسلام ابن تيمية، وإورده في الوابل الصيب (ص 99 1)، فقال: "هذا ا لحديث
العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم إن يحفظه فنذكره بطوله لعموم فائدته
وحاجة الخلق إليه "، ثم نقل عن شيخ الاسلام بنحو ما نقله عنه ههنا، وقال أبو
عبد الله القرطبي في التذكرة (2/ 595): " هذا حديث عظيم؛ ذكر فيه أعما، خاصة
تنجي من أهوال خاصة ". وقال المناوي في فيض القدير (3/ 34) معلقا على كلام
المصنف فيما نقله عن شيخ الإسلام أن أصول السنة تشهد له: "ورونق كلام النبوة
يلوح عليه، وهو من أحسن لأحاديث الطوال، ليس من دأب المصنف إيرادها في
هذا الكتاب (يعني السيوطي في لجامع الصغير) لكنه لكثرة فوائده وجموم فرائده
وأخذه بالقلوب اقتحم مخالفة طريقته فاورده إعجابا بحسنه وحرصا على النفع به ".
قلت: وعلى هذا المعنى ينزل قول أبي موسى المديني رحمه الله: "هذا حديث حسن
جدا" لا أنه أراد به ا لحسن الاصطلاحي، فتعبه.
ولا ريب أن كل كلام ثبت عن رسول الله جمعد، فهو حسن عظيم، ولكن ليس كل كلام
حسن جميل يضاف إلى رسول الله لمجب! م، كما ذكر ابن ا لجوزي في مقدمة كتابه
الموضوعات (1/ 1 4 - 42) عن قوم استجازوا وضع لاسانيد لكل كلام حسن،
ونقله عنه الشيخ اللكنوي في الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص 6 1) وعلق
عليه بقوله: "زعماً منهم أن الحسن كله أمر شرعي لا باس بنسبته إلى رسول الله جمؤ
ولم يفهموا ان قول الرسول لمجب! م حسن صادق، وعكس الكلية لا يصدق؛ فلا يصح
كون كل حسن قول الرسول لمجم! م، فنسبته إليه كذب " اهـ. (قالمي).
248

الصفحة 248