كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الاخرة لم يمتنع امتحانهم في القبور.
قال الاخرون: السؤال إنما يكون لمن عقل الرسول والمرسل (1) [57 أ]،
فيسال: هل امن بالرسول وأطاعه أم لا؟ فيقال له: ما كنت تقول في هذا
الرجل الذي بعث فيكم؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه ما، فكيف يقال
له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ولو رد إليه عقله في القبر
فانه لا يسال عما لم يتمكن من (2) معرفته والعلم به، فلا فائدة في هذا
السؤال (3).
وهذا بخلاف امتحانهم في الاخرة، فإن الله سبحانه يرسل إليهم رسولا،
ويأمرهم بطاعة أمره، وعقولهم معهم. فمن أطاعه منهم نجا، ومن عصاه
أدخله النار. فذلك امتحان بأمر (4) يأمرهم به يفعلونه ذلك الوقت، لا أنه
سؤال عن أمر مضى لهم في الدنيا من طاعة او عصيان كسؤال الملكين في
القبر.
وأما حديث أبي هريرة فليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على
ترك طاعة أو فعل معصية قطعا، فإن الله لا يعذب أحدا بلا ذنب عمله، بل
عذاب القبر قد يراد به الالم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن
عقوبة على عمل عمله (5). ومنه قوله محك! يم: "ان الميت صليعذب ببكاء أهله
(1) " وا لمرسل " ساقط من (ب).
(2) ساقط من (ب، ط، ج).
(3) (ق): "ولا فائدة .. .". (ا، غ): "ولا قائدة بهذا السؤال ".
(4) " بامر" ساقط من (ب، ن، ج).
(5) (ب، ط، ج): " على عمله ".
267

الصفحة 267