عرض من أعراض البدن كحياته وادراكه، فتعدم بموت البدن، كما تعدم
سائر الاعراض المشروطة بحياته. وهذا قول مخالف لنصوص القران
والسنة وا جماع الصحابة والتابعين، كما سنذكر ذلك إن شاء الله.
والمقصود: أن عند هذه الفرقة المبطلة مستقز الأرواح بعد الموت العدم
المحض.
وقالت فرقة: مستقزها بعد الموت أبدان أخر تناسب أخلاقها وصفا تها
التي اكتسبتها في حال حياتها، فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك
الأرواح. فتصير النفس السبعية إلى أبدان السباع، والكلبية! لى أبدان
الكلاب، والبهيمية إلى بدان البهائم، والدنية السفلية (1) إلى أبدان
الحشرات. وهذا قول التناسخية منكري المعاد [. 6 أ] وهو قول خارح عن
أقوال اهل الإسلام كفهم.
فهذا ما تلخص لي من جميع (2) أقوال الناس في مصير أرو 1 حهم بعد
الموت، ولا تظفر (3) به مجموعا في كتاب واحد غير هذا (4) البتة. ونحن
نذكر ماخذ هذه الأقوال، وما لكل قول وما عليه، وما هو الصواب من ذلك
الذي دل عليه الكتاب والسنة، على طريقتنا التي من الله بها، وهو مرجو
الاعانة (5) والتوفيق.
(1) (ق): " والسفلية ".
(2) كذا في (ا، ن). وهي ساقطة من (غ). وفي غيرها: " جمع ".
(3) (ب، ط، ن): "يطفر" وضبطت الياء في (ط) بالضم.
(4) (ق): "واحد هكذا"ه
(5) (ب، ط، ج): " ا لمر جو للاعا نة دا. وقد تحرف " ا لمر جو" في (ن)! لى " ا لموجد ".
1 8 2