من حديث ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر (1)، عن محمود بن لبيد، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله سبهفي!: "الشهداء على بارق نهر (2) بباب الجنة،
في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية ".
وهذا لا ينافي كونهم في ا لجنة، فان ذلك النهر من ا لجنة، ورزقهم
يخرج عليهم من الجنة، فهم في الجنة، وإن لم يصيروا على مقاعدهم منها.
فمجاهد نفى الدخول الكامل من كل وجه، والتعبير يقصر عن الاحاطة
بتمييز هذا من هذا. وأكمل العبارة و دلها على المراد عبارة رسول الله! ص،
ثم عبارة الصحابة. وكلما علوت رايت الشفاء وا لهدى والنور، وكلما نزلت
رايت ا لحيرة و لدعاوى والقول بلا علم.
المعجم الكبير (0825 1)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر، كلهم من طريق ابن
إسحاق، به. وهو في سيرة ابن إسحاق (2/ 9 1 1 - سيرة ابن هشام) وإسناده حسن
لاجل ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث في السيرة وعند احمد وابن حبان وغيرهما.
وصححه ا لحاكم، وقال ابن كثير في تفسيره (2/ 4 6 1): "وهو إسناد جيد".
(قا لمي).
(1) كذا في جميع النسخ. وهو عاصم بن عمر بن قتادة الانصاري كما في الاهوال لابن
رجب (96). ولكن الرواية في المسند من طريق ابن إسحاق عن ا لحارث بن فضيل
الانصاري. ولم اجده من طريق عاصم.
(2) ضبط في المسند وغيره " بارق نهر" بالاضافة وقال السندي: " لعل المراد به الموضع
لذي يبرق منه النهر الذي بباب ا لجنة ويطهر". ولكن لفظه في الروض الانف
(3/ 07 3): " والشهداء بنهر - او على نهر - يقال له: بارق، عند باب ا لجنة. . .". وفي
تفسير القرطبي (5/ 4 1 4): " أرواح الشهداء على نهر بباب ا لجنة يقال له: بارق. . .".
وهذا يقتضي أن يضبط هكذا: " على بارق - نهر بباب ا لجنة - في قبة. . ." وانظر: تاج
العروس (برق).
299