كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وهذا القول ترده السنة الصحيحة والاثار التي لا مدفع لها، وقد تقذم
ذكرها. وكل ما ذكره من الادلة، فهو يتناول الأرواح التي هي في ا لجنة
بالنمق وفي الرفيق الاعلى. وقد بينا أن عرض مقعد الميت عليه من الجنة أ و
النار لا يدل على أن الروح في القبر ولا على فنائه دائما من جميع الوجوه،
بل لها شراف واتصال بالقبر وفنائه، وذلك القدر منها يعرض عليه مقعده.
فإن (1) للروج شاعصنا اخر: تكون في الرفيق الاعلى في أعلى عليين، ولها
اتصال بالبدن، بحيث إذا سلم المسلم على الميت رد الله عليه روحه،
فيرد (2) عليه السلام، وهي في الملأ الاعلى.
وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع حيث يعتقد أن الروح من جنس
ما يعهد من الاجسام التي إذا شغلت مكانا لم يمكن أن تكون في غيره. وهذا
غلط محض، بل الروح تكون فوق السموات في أعلى عليين، وترد (3) إ لى
القبر، فترد السلام، وتعلم بالمسلم، وهي في مكانها هناك.
وروج رسول الله ع! يم في الرفيق الأعلى دائما، ويردها (4) الله سبحانه
وتعا لى إلى القبر، فترد السلام على من سلم عليه، وتسمع كلامه (5). وقد
رأى رسول الله لمجو موسى قائما يصلي في قبره، وراه في السماء السادسة أ و
السابعة (6). فاما أن تكون سريعة ا لحركة والانتقال كلمح البصر، وإما أ ن
(1) (ن): "قال "، تصحيف. فلماً صحف كتب بعده: للروج شان.
(2) (ب، ط، ج): "فردإ.
(3) ضبطه في (ط): "ترد" من الورود.
(4) (ن): "الاعلى وانما يردها".
(5) (ب، ط، ن، ج): " سلامه دا.
(6) تقدم في المسالة السادسة (ص 25 1).
5 0 3

الصفحة 305