كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرناه من شان الروح يختلف بحسب حال
الأرواح، من (1) القوة و لضعف، والكبر والصغر. فللروج العظيمة
الكبيرة (2) من ذلك ما ليس لمن هو دونها (3). وأنت ترى أحكام الأرواح في
الدنيا كيف تتفاوب أعظم تفاوت بحسب تفاوت (4) الأرواح في كيفيا تها،
وقواها، وبطا ئها (5) وا سراعها، وا لمعا ونة (6) لها.
فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة
والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بادله ما ليس للروح المهينة
المحبوسة في علائق البدن وعوائقه. فاذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها،
فكيف إذا تجردت، وفارقته، واجتمعت فيها قواها، وكانت في أصل شأنها
روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية، فهذه لها بعد مفارقة البدن (7) شأن
اخر، وفعل اخر.
وقد تواترت الرؤيا من اصناف (8) بني ادم على فعل الارو ج بعد موتها
(1) (ب، ط، ن، ج):"في ".
(2) " الكبيرة " سا قط من (ن).
(3) (ن): " لمن دونها" بإسقاط " هو".
(4) ساقط من (ا، غ).
(5) كذا في الاصل (ا، غ). والبطاء مصدر كالبطء. وفي غيرهما: " إبطائها".
(6) (ب، ج): " ا لمعاوق " وهو: ا لمانع. (ن): " العارف "، وهذا تصحيف.
(7) (ن): " مفارقتها للبدن ".
(8) " أ صنا ف " سا قط من (ن).
311

الصفحة 311