كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

العرش ".
وتقدم (1) حديث البراء بن عازب: "أ نها تصعد من سماء إلى سماء،
ويشيعها من كل سماء مقربوها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة ". وفي
لفط: "الى السماء التي فيها الله عز وجل ".
ولكن هذا لا يدل على استقرارها هناك دائما، بل يصعد بها إلى هناك
للعرض على ربها عز وجل، فيقضي فيها أمره، ويكتب كتابه: من اهل عليين،
أو من أهل سجين. ثم تعود إلى القبر للمسالة، ثم ترجع إلى مقرها الذي
أودعت فيه. فأرواح المؤمنين في عليين بحسب منازلهم، وأرواح الكفار في
سجين بحسب منازلهم.
فصل
واما قول من قال: ان أرواح المؤمنين تجتمع ببئر زمزم، فلا دليل على
هذا القول من كتاب، ولا سنة يجب (2) التسليم لها، ولا قول صاحب يوثق
به. وليس بصحيح، فان (3) تلك البئر لا تسع أرو ج المؤمنين جميعهم. وهو
مخالف لما ثبتت به السنة الصريحة من أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر
الجنة.
وبا لجملة فهذا من أبطل الاقوال وأفسدها. وهو افسد من قول من قال:
__________
(1) في اول المسالة السادسة.
(2) (أ، ق، غ): "ولا سنة ولا يجب "، وهذا خطا،
(3) (ب، ط): "بان "، تصحيف.
326

الصفحة 326