كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنهم من يكون محبوسا في الارض، لم تعل (1) روحه إلى الملأ
الاعلى، فإنها كانت روحا سفلية أرضية؛ فإن الأنفس الأرضية لا تجامع
الانفس السماوية، كما لا تجامعها في الدنيا. والنفس التي لم تكتسب في
الدنيا معرفة ربها و محبته وذكره والانس به والتقرب إليه، بل هي أرضية
سفلية = لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك. كما أن النفس العلوية التي
كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله وذكره والتقرب إليه والأنس (2) به
تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها. فالمرء مع من أحب في
البرزخ ويوم القيامة (3). والله تعا لى (4) يزوج النفوس بعضها ببعض في
البرزخ ويوم المعاد، كما تقدم (5) في ا لحديث: " ويجعل روحه - يعني
المؤمن - مع النسم الطيب ". أي: الأرواح الطيبة المشاكلة لروحه. فالروح
بعد المفارقة تلحق بأشكا لها وإخوانها (6) وأصحاب عملها، فتكون معهم
هناك.
ومنها أرواح تكون في تنور الزناة و لزواني، وأرواح في نهر الدم تسيح
فيه، وتلقم ا لحجارة (7).
(1) ضبط هكذا في (ط، ن). وفي (ب): "يعد"، تصحيف.
(2) "بل هي. . والانس " ساقط من (ن).
(3) انظر ما سبق في المسالة التانية.
(4) (ق): "فالله تعا لى ".
(5) بعده في (ب، ط، ن، ج): "من قوله ". وقد تقدم الحديث في المسالة الملحقة
بالسادسة (ص 6 5 1).
(6) (ب، ط، ن، ج): "اخدانها".
(7) كما في الحديث المتقدم في المسالة الملحقة بالسادسة (ص 170).
348

الصفحة 348