لمعة سوداء في عنقه، قلت: أي أخي ما هذه؟ قال: عشرة دنانير استسلفتها
من فلان اليهودي، فهن (1) في قرني (2)، فأعطوه إياها. واعلم أي أخي أنه لم
يحدث في اهلي حدث بعد موتي إلا قد لحق بي خبره، حتى هرة لنا ماتت
منذ أيام. واعلم أن بنتي تموت إلى ستة أيام، فاستوصوا بها معروفا.
فلما اصبحت قلت: إن في هذا لمعلما (3)، فاتيت أهله، فقالوا: مرحبا
بعوف! أهكذا تصنعون بتركة إخوانكم؟ (4) لم تقربنا منذ مات صعب! قال:
فاعتللت بما يعتل به الناس. فنظرت إلى القرن، فأنزلته، فانتثلت (5) ما فيه،
فوجدت الصرة التي فيها الدنانير، فبعثت بها إلى اليهودي، فقلت: هل كان
لك على صعب شيء؟ قال: رحم الله صعبا، كان من خيار أصحاب
محمد (6) (لمجم)، هي له. قلت: لتخبرني. قال: نعم، أسلفته عشرة دنانير.
وهو يوم الفزع الأكبر. . . والوجه الثاني: انه من الشيب والمشيب، وقد وصفه الله
تعالى بانه يجعل الولدان شيبا".
قلت: الوجه الثاني هو الظاهر. ويؤيده ورود كلمة "المشيبات " في خبر آخر في مثل
هذا السياق اخرجه ابن ا بي الدنيا في المنامات (59 1).
وقد وردت ايضا في حديث أ بي امامة في مسند ا حمد (36/ 566) برقم (232 2 2)،
وضبطت بكسر الياء لمشددة. و يجوز بسكونها. والمشايب كالمشيبات جمع
المشيبة.
(1) (ب، ط، ز، ج): "فهي ".
(2) (ط): "قرن ". والقرن: الكنانة.
(3) (ز): " لعبرة ".
(4) (ب، ط، ج): " اهكذا تتركون إخوانكم ".
(5) اي اسرن.
(6) ما عدا (ب، ط، ج): "رسول الله ".
35