كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فنبذتها إليه. قال: هي والله بأعيانها. قال: قلت: هذه و [حدة.
قال: فقلت: هل حدث فيكم حدث بعد موت صعب؟ قالوا: نعم حدث
فينا كذا، حدث فينا كذا. قال: قلت: اذكروا. قالوا: نعم. هرة ماتت منذ ايام،
فقلت: هاتان اثنتان. قلت: أين ابنة أخي؟ قالوا: تلعب، فأتيت بها، فمسستها،
فاذا هي محمومة، فقلت: استوصوا بها معروفا. فماتت لستة أيام (1).
وهذا من فقه عوف رحمه الله، وكان من الصحابة، حيث نفذ وصية
صعب بن جثامة بعد موته، وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها، من أ ن
الدنانير عشرة، وهي في القرن، ثم سأل اليهودي، فطابق قوله لما في الرويا،
فجزم عوف بصحة الامر، فاعطى (2) اليهودي الدنانير. وهذا فقه إنما يليق
بافقه الماس وأعلمهم، لاوهم أصحاب [8 ب] رسول الله ع! يو. ولعل أكثر
المتأخرين ينكر ذلك ويقول: كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة
صعب - وهي لايتامه وورثته - إلى يهودي بمنام؟
ونظير هذا من الفقه الذي خصهم الله به دون الناس قصة ثابت بن
قيس بن الشماس. وقد ذكرها أبو عمر بن عبد البر وغيره، قال أبو عمر (3):
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو الزنباع
(1) اخرجه ابن ا بي الدنيا في المنامات (5 2). ومنه في الاهوال (89). ومنه ومن عيون
الحكايات لابن ا لجوزي في شرح الصدور (352). واخرجه الجريري في الجليس
الصالح (3/ 274). وقد اخرجه ابن المبارك في الزهد (0 83) على وجه آخر. قال
ابن رجب: وهو اشبه.
(2) (ب، ط، ج): " وأعطى ".
(3) في كتاب الاستيعاب (1/ 1 0 2).
36

الصفحة 36