كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

للحصر (1) معنى.
قالوا: والاهداء حوالة، وا لحوالة إنما تكون بحق لازم. والاعمال لا
توجب الثواب، وإنما هو مجزد تفضل الله واحسانه. فكيف يحيل العبد على
مجرد الفضل الذي لا يجب على الله، بل إن شاء اتاه، وان شاء لم يؤته. وهو
نظير حو لة الفقير على من يرجو ن يتصدق عليه، ومثل هذا لا يصح إهداوه
وهبته، كصلة ترجى من ملك لا يتحقق حصولها.
قالوا: و يضا فالايثار (2) بأسباب الثواب مكروه، وهو الايثار بالقرب،
فكيف الايثار بنفس الثواب الذي هو غاية! فاذا كره الايثار بالوسيلة، فالغاية
أو لى واحرى.
ولذلك كره الامام أ حمد التأخر عن الصف الاول، وايثار الغير به، لما
فيه من الرغبة عن سبب الثواب. قال (3) أحمد في رواية حنبل، وقد سئل عن
الرجل يتاخر عن الصف الاول، ويقدم أباه في موضعه (4). قال: ما يعجبني،
هو يقدر أن يبر أباه بغير هذا (5).
قالوا: و يضا: لو ساغ الاهداء إلى الميت لساغ نقل الثواب و [لإهداء
إ لى الحي. و يضا لو ساغ ذلك لساغ إهداء نصف الثواب وربعه وقيراط منه.
(1) (ب):"للخير"،تحريف.
(2) (ب، ط): " ظ لا ير ا ث "، تحريف.
(3) (ق): "قال الامام ".
(4) " في موضعه " ساقط من (ن).
(5) ذكره الشيخ مجد الدين في المحرر (1/ 1 1 2) من مسائل ابي الفرج بن الصباح
البرزاطي.
369

الصفحة 369