كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وأما أن العرب تعرف في لغاتها* 1): لي درهم، بمعنى: علي درهم، فكلا!
وقالت طائفة: في الكلام حذف، تقديره: وأن ليس للانسان إلا ما سعى
أو سعي له*2). وهذا ايضا من النمط الاول، فانه حذف ما لا يدل السياق
عليه بوجه، وقول على الله وكتابه بلا علم.
وقالت طائفة أخرى *3): الاية منسوخة بقوله تعالى: <والذين ءامنوا
وأتبعناهم ذريا تهم بإيمي الحمبنا بهم ذريا تهم) * 4) [الطور: 1 2]. وهذا منقول عن
ابن عباس *5). وهذا ضعيف أيضا. ولا يرفع *6) حكم الاية بمجرد قول ابن
عباس ولا غيره: إنها منسوخة.
وا لجمع بين الايتين غير متعذر ولا ممتنع، فإن الابناء تبعوا الاباء في
الاخرة، كما [81] كانوا*7) تبعا لهم في الدنيا. وهذه التبعية هي من كرامة
الاباء وثوابهم الذي نالوه يسعيهم. وأما كون الابناء لحقوا بهم في الدرجة
بلا سعي منهم، فهذا ليس هو لهم، وإنما هو للاباء، أقر الله أعينهم بإ لحاق
ذريتهم بهم في الجنة، وتفضل على الابناء بندء لم يكن لهم، كما تفضل
(1) (ب، ط): "يعرف في لغتها".
(2) لم اقف على قالله.
(3) (ط): "وقالت أخرى ".
(4) كذا وردت الآية في جميع النسخ على قراءة ابي عمرو، وكانت هي السائدة في بلاد
الشام في عهد المؤلف.
(5) رواه عنه علي بن ابي طلحة. واخرجه الطبري في تفسيره (22/ 80) و بو جعفر
النحاس في الناسخ والمنسوخ (0 23).
(6) الاصل: "ولا نرفع) ".
(7) (ب): "الابماء في الاخرة كما قالوا" سقط وتحريف.
378

الصفحة 378