كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فتامل ما في ضمن هذه الاحكام الاربعة من حكمته تعا لى وعدله
وفضله، والرد على أهل الغرور والاطماع الكاذبة، وعلى أهل ا لجهل بالله
وأسمائه وصفاته.
وقالت طائفة أخرى: المراد بالانسان هاهنا: ا لحي دون الميت (1).
وهذا أيضا من النمط الاول في الفساد. وهذا كله من سوء التصرف في اللفط
العام. وصاحب هذا التصرف لا ينفذ (2) تصرفه في دلالات الالفاظ وحملها
على خلاف موضوعها [81 ب] وما يتبادر إلى الذهن منها. وهو تصرف فاسد
قطعا يبطله السياق، والاعتبار، وقواعد الشرع وأدلته وعرفه. وسبب هذا
التصرف السيئ أن صاحبه يعتقد قولا، ثم يرد كل ما دل على خلافه، بأي
طريق اتفقت له. فالادلة المخالفة لما اعتقده عنده من باب الصاصئل (3)، لا
يبا لي بأي شيء دفعه! وأدلة ا لحق لا تتعارض ولا تتناقض، بل يصدق بعضها
بعضا (4).
وقالت طائفة أخرى، وهو جواب أ بي الوفاء بن عقيل (5)، قال: ا لجواب
ا لجيد عندي ان يقال: الانسان (6) بسعيه وحسن عشرته اكتسب الاصدقاء،
واولد الاولاد، ونكح الازواج، واسدى الخير، وتودد إلى الناس، فترحموا
(1) لم اقف على هذا القول.
(2) في (ق) بالدال. وكذا هذه الجملة في جميع النسخ، واراها غير متلئبة.
(3) (ب، ط، ج): "دفع الصائل ". وبعده: " بل لا يبا لي ". ولعل زيادة " دفع " جرت إ لى
زيادة " بل ".
(4) في (ب، ط، ن، ج) زيادة: "ويؤيد بعضها بعضا".
(5) ذكر نحوه ابن ا لجوزي في زاد المسير (7/ 231) بما حكاه شيخه ابن الزاغوني.
(6) (ا، ق، غ): " للانسان ".
380

الصفحة 380