كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

غيره له في الصلاة. فعمل غيره كان سببا لزيادة أجره، كما أن عمله سبب
لزيادة أجر الاخر. بل قد قيل: إن الصلاة يضاعف ثوابها بعدد المصلين.
وكذلك اشتراكهم في الجهاد و [لحج و لامر بالمعروف و لنهي عن المنكر
والتعاون على البر والتقوى. وقد قال النبي ع! يم: "ا لمؤمن للمؤمن كالبنيان
يشد بعضه بعضا"، وشبك بين أصابعه (1). ومعلوم [82 ا] ن هذا بامور الدين
أولى منه بامور الدنيا.
فدخول المسلم مع جملة المسلمين في عقد الاسلام من أعظم
الاسباب في وصول نفع كل من المسلمين إلى صاحبه في حياته وبعد
مماته، ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم. وقد أخبر الله سبحانه عن حملة
العرش ومن حوله أنهم يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم، وأخبر عن دعاء
رسله واستغفارهم للمؤمنين، كنوح وابراهيم ومحمد لمجو. فالعبد بايمانه قد
تسبب إلى وصول هذا الدعاء إليه، فكأنه من سعيه (2).
يوضحه أن الله سبحانه جعل الايمان (3) سببا لانتفاع صاحبه بدعاء
إخوانه من المؤمنين وسعيهم، فاذا أتى به فقد سعى في السبب الذي يوصل
إليه ذلك. وقد دذ على ذلك قول النبي ع! يم لعمرو بن العاص: "إن أباك لو
كان أقر بالتوحيد نفعه ذلك) " (4). يعني العتق الذي فعل عنه بعد موته. فلو
(1) أخرجه البخاري (481) ومسلم (585 2) من حديث ا بي موسى الاشعري.
(2) انظر: مجموع الفتاوى (4 2/ 7 0 3).
(3) (ا، ق، غ): "الإعادة "، وهو تحريف. وفي طرة الأصل تصحيح بخط بعضهم.
(4) سبق في فصل وصول ثواب الصدقة.
383

الصفحة 383