كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

أتى بالسبب لكان قد سعى في عمل يوصل إليه ثواب العتق. وهذه (1) طريقة
لطيفة حسنة جدا.
وقالت طائفة أخرى: القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره، وانما
نفى ملكه لغير سعيه (2)، وبين الامرين من الفرق ما لا يخفى. فاخبر تعالى
أنه لا يملك إلا سعيه، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه، فإن شاء أن يبذله
لغيره، وان شاء أن يبقيه لنفسه. وهو سبحانه لم يقل: لا ينتفع إلا بما سعى.
وكان شيخنا يختار هذه الطريقة ويرجحها (3).
فصل
وكذا قوله:! لفا ماكسبث) [البقرة: 286]، وقوله: <ولا خمزوت إلا ما
! نت! تعملون > [يس: 54]، على أن هذه الاية أصرح في الدلالة على أ ن
سياقها إنما ينفي عقوبة العبد بعمل غيره وأخذه بجريرته. فإنه (4) سبحانه
قال: < فاتؤم لا قظلم نفممى شعا ولا بخزوت إلا ما! نتو تعملون > [يس:
54] فنفى ان يطلم بان يزاد عليه في سيئاته، او ينقص من حسناته (5)، ا و
يعاقب بعمل غيره. ولم ينف ان ينتفع بعمل غيره، لا على وجه الجزاء، فان
انتفاعه بما يهدى إليه ليس جزاء على عمله، وانما هو صدقة تصدق الله بها
(1) ما عدا (ق): " فهذه لا.
(2) (ن): "لسعي غيره ".
(3) انظر: مجموع الفتاوى (4 2/ 2 31).
(4) (ب، ط، ج): " فان الله ".
(5) (ب، ط): "سيئاته ".
384

الصفحة 384