كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

والتاخر، بخلاف إهداء ثوابها، فان العامل يحرص عليها (1) لاجل ثوابها،
لينتفع به، أو ينفع به أخاه المسلم. فبينهما (2) فرق ظاهر.
الجواب الثالث: أن الله سبحانه يحب المبادرة والمسارعة إلى خدمته،
والتنافس فيها، فإن ذلك أبلغ في العبودية، فإن الملوك تحب المسارعة
والمنافسة في طاعتها وخدمتها؛ فالإيثار بذلك مناف لمقصود العبودية. فإن
الله سبحانه أمر عبده بهذه القربة إما إيجابا واما استحبابا، فإذا اثر بها ترك ما
أمر به (3)، وولاه غيره، بخلاف ما إذا فعل ما أمر به طاعة وقربة، ثم أرسل
ثوابه إلى أخيه المسلم. وقد قال تعالى: <سابموا إلى مغقره من رليهو وجنه
عرنهاكعرض السماء والازضق > (4) [ا لحديد: 1 2]. وقال: <فاستبقوا الخثرلق)
[البقرة: 48 1]. ومعلوم أن الايثار بها ينا في الاستباق إليها والمسارعة.
وقد كان الصحابة يسابق بعضهم بعضا بالقرب، ولا يؤثر الرجل منهم
غيره بها. قال عمر: والله ما سابقني أبو بكر إلى خير إلا سبقني إليه (5)، حتى
قال: والله لا أسابقك إلى خير أبدا (6).
(1) " والتأخر. . . عليها " ساقط من (ن).
(2) ما عدا (أ، ق، غ): " وبينهما".
(3) (غ): "أمره دا. وكذا في الاصل، لكن يطهر أن الهاء مزيدة فيما بعد.
(4) في (أ، ق، ج، غ): " ... عرضها السموات و لارض" وهو سهو، فإنها اية اخرى
أولها: <-سارعو إك مغفرؤ الذين "> في سورة ال عمران (133).
(5) "إليه " ساقط من (ب، ط).
(6) انظر ما اخرجه الامام ا حمد في ا لمسند عن ابن مسعود (3662)، وأبو داود
(678 1) و 1 لترمذي (3675) عن عمر رضي الله عنه.
387

الصفحة 387