كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

يرتد ويموت، فيحبط عمله كله، ومن جملته ثواب ما أهدى إلى الميت.
قلت: هذا لا يلزمهم، وموارد النص والإجماع تبطله وترده، فإن النبي
خمأذن في الحج والصوم عن الميت! وأ جمع الناس على براءة ذمته من
الدين، إذا قضاه عنه الحي، مع وجود (1) ما ذكر من الاحتمال.
وا لجواب أن يقال: ما أهداه من أعمال البر إلى الميت فقد صار ملكا
له، فلا يبطل بردة فاعله بعد خروجه عن ملكه، كتصرفاته التي تصرفها قبل
الردة، من عتق وكفارة (2)، بل لو حج عن معضوب، ثم ارتد بعد ذلك لم
يلزم المعضوب أن يقيم غيره يحج عنه، فانه لا يؤمن في الثاني والثالث
ذلك.
على أن الفرق بين الحي والميت [84 أ] أن الحي ليس بمحتاج (3)
كحاجة الميت، ذ يمكنه أن يباشر ذلك العمل أو نظيره، فعليه (4) اكتساب
الثواب بنفسه وسعيه، بخلاف الميت.
وأيضا قإنه يفضي إلى ايمال بعض الاحياء على بعض، وهذه مفسدة
كبيرة، فإن أرباب الاموال إذا فهموا ذلك واستشعروه استأجروا من يفعل
ذلك عنهم، فتصير الطاعات معاوضات، وذلك يفضي إلى إسقاط العبادات
والنوافل، ويصير ما يتقرب به إلى الله يتقرب (5) به إلى الادميين، فيخرج عن
(1) " وجود " سا قط من (ن).
(2) (ق): " ا جارة ".
(3) (ب، ط، ج): " يحتاج ".
(4) (ب، ط، ج): " فيمكنه ".
(5) (ب، ط، ج): " متقربا ".
390

الصفحة 390