كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

قال: "نعم، ولك أجر" (1). ولم يقل: إنما له ثواب الانفاق، بل أخبر (2) أن له
حجا، مع أنه لم يفعل شيئا، بل وليه ينوب عنه في أفعال المناسك.
ثم إن النائب عن الميت قد لا ينفق شيئا في حجته غير نفقة مقامه، فما
الذي يجعل ثواب نفقة مقامه للمحجوج عنه، وهو لم ينفقها على الحج؟ بل
تلك نفقته، أقام أم سافر. فهذا القول ترده السنة و [لقياس. والله أعلم.
فان قيل: فهل (3) تشترطون في وصول الثواب أن ي! ديه بلفظه، أم يكفي
في وصوله مجرد نية العامل أن يكديه إلى الغير؟
قيل: السنة لم تشترط التلفظ بالاهداء في حديث واحد، بل أطلق! و
الفعل (4) عن الغير، كالصوم وا لحج والصدقة، ولم يقل لفاعل ذلك: قل:
اللهم هذا عن فلان بن فلان. والله سبحانه يعلم نية العبد وقصده بعمله، فإن
ذكره جاز، وإن ترك ذكره واكتفى بالنية والقصد وصل إليه، ولا يحتاج ن
(039 3)، وابن حبان (3988)، والبيهقي (4/ 336) من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما.
قال البيهقي: "هذا إسناد صحيح، ليس في الباب اصح منه ". وكذا صحح إسناده ابن
الملقن في البدر المنير (6/ 46)، وابن حجر في الفتح (12/ 327). وللمزيد انظر:
التلخيص ا لحبير (2/ 4 2 2)، وارواء الغليل (4 99). (قا لمي).
(1) اخرجه مسلم من حديث ابن عباس (1336). ولم يرد " ولك اجر" في (ب، ط، ج).
(2) في (ب، ط، ج): "فأخبر" في موضع " بل أخبر".
(3) (ق): " وهل ".
(4) (ب، ط، ج): "بالفعل ".
413

الصفحة 413