كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وكذلك الدعاء [90 ب] والاستغفار (1) له إذا كان بصدق من الداعي
وإخلاص وتضرع، فهو في موضعه أفضل من الصدقة عنه، كالصلاة على
جنازته، والوقوف للدعاء على قبره.
وبا لجملة، فأفصل ما يهدى إلى الميت: العتق، والصدقة، و [لاستغفار
له، والدعاء له، وا لحج عنه.
واما قراءة القران وإهداؤها له تطوعا بغير اجرة، فهذا يصل اليه، كما
يصل (2) ثواب الصوم والحج (3).
فان قيل: فهذا لم يكن معروفا في السلف، ولا يمكن نقله عن واحد
منهم مع شدة حرصهم على ا لخير، ولا أرشدهم النبي! ي! م إليه (4). وقد
رشدهم إلى الدعاء والاستغفار والصدقة وا لحج و لصيام، فلو كان ثواب
القراءة يصل لارشدهم إليه، ولكانوا (5) يفعلونه.
فا لجواب: أن مورد هذا السؤال إن كان معترفا بوصول ثواب ا لحج
و [لصيام والدعاء والاستغفار، قيل له: ما هذه الخاصية التي منعت وصول
ثواب القرآن، واقتضت وصول ثواب هذه الاعمال، وهل هذا إلا تفريق بين
المتماثلات! وإن لم يعترف بوصول تلك الاشياء إلى الميت فهو محجوج
(1) (ب، ط، ج): " ا لاستغفار وا لدعاء ".
(2) بعده في (ب، ط) زيادة: "إليه ".
(3) اورد شارح الطحاوية (464 - 465) كلام ابن القيم في هذه المسألة بنصه ملخضا،
دون إشارة إليه.
(4) " إليه " ساقط من (ن).
(5) (ط): " وكانوا ".
416

الصفحة 416