كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

بالكتاب والسنة والا جماع وقواعد الشرع.
وأما السبب الذي لاجله لم يظهر ذلك في السلف، فهو انهم لم يكن
لهم أوقاف على من يقرأ ويهدي إلى الموتى، ولا كانوا يعرفون ذلك البتة،
ولا كانوا يقصدون القبر للقراءة عنده كما يفعله الناس اليوم، ولا كان أحدهم
يشهد من حضره من الناس على أن ثواب هذه القراءة لفلان الميت، بل ولا
ثواب هذه الصدقة والصوم!
ثم يقال لهذا القائل: لو كلفت أن تنقل عن واحد من السلف أنه قال:
اللهم ثواب (1) هذا الصوم لفلان لعجزت، فإن القوم كانوا أحرص ندء على
كتمان (2) أعمال البر، فلم يكونوا [91 ا] ليشهدوا على الله بإيصال ثوابها إ لى
أموا تهم.
فان قيل: فرسول الله! ي! أرشدهم ا لى الصوم والصدقة والحج (3) دون
القراءة.
قيل: هو! ص لم يبتدئهم بذلك، بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم،
فهذا سأله عن ا لحج عن ميته، فأذن له، وهذا سأله عن الصيام، فأذن له، وهذا
سأله عن الصدقة فأذن له، ولم يمنعهم مما سوى ذلك. وأي فرق بين وصول
ثواب الصوم الذي هو مجرد نية هامساك، وبين وصول ثواب القراءة والذكر؟
والقائل: إن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قائل ما لا علم له به، فإن
(1) (ب، ط، ج): " إن ثواب ". وكتب بعضهم في الاصل فوق السطر: " اجعل " اي:
" جعل ثواب ". وكذا في (غ).
(2) " كتمان " ساقط من (ب، ط، ج).
(3) (ب، ط، ج): "ا لحج والصدقة ".
417

الصفحة 417