كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فصل
وأما المسألة السابعة عشرة (1)
وهي: هل الروح قديمة أم محدثة مخلوقة؟
واذا كانت محدثة مخلوقة، وهي من أمر الله، فكيف يكون أمر الله
محدثا مخلوقا؟ وقد أخبر سبحانه أنه نفخ في ادم من روحه، فهذه الاضافة
إلته هل تدل على أنها (2) قديمة أم لا؟ وما حقيقة هذه الاضافة (3)؟ فقد اخبر
عن ادم أنه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، فأضاف اليد والروح إليه إضافة
واحدة.
فهذه مسألة زل فيها عالم، وضل فيها طوائف من بني ادم. وهدى الله
أتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين. فأ جمعت الرسل-
صلوات الله وسلامه عليهم - على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة
مدبرة. هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم-
كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العا لم حادث، و ن معاد الابدان واقع،
وأن الله وحده الخالق (4)، وكل ما سواه مخلوق له.
وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم - وهم القرون
المفضلة (5) - على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها، وأنها مخلوقة
(1) (ن): "المسألة الشامنة عشرة ". ولم يرد فيها "فصل وأما".
(2) " أنها" ساقط من (ق).
(3) (ن): " الاوصاف "، تحريف.
(4) (ط): " خالق ".
(5) في (ق): " الفضيلة لا. و" القرون لمفضلة " ساقطة من (ن).
0 2 4

الصفحة 420