كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وكلمته، أثقنها ك م! يم وروح منه) [النساء: 171]. وعيسى مخلوق. قلنا
له: إن الله تعالى منعك الفهم للقران. إن عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري
على القران، لانا نسميه مولودا وطفلا وصبيا وغلاما يأكل ويشرب، وهو
مخاطب بالامر والنهي، يجري عليه الخطاب والوعد والوعيد، ثم هو من
ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم. فلا يحل لنا أن نقول في القران ما نقول في
عيسى فهل سمعتم الله يقول في القران ما قال في عيسى؟
ولكن المعنى في قوله تعالى:! تما آلمسيح عيسى بن صيم رسو! الله
وكلمته ؤ): فالكلمة التي ألقاها إلى مريم (1) حين قال له: كن، فكان
عيسى هو بكن، وليس عيسى هو "كن"، ولكن كان ب "كن". ف"كن" من الله
قول، وليس "كن " مخلوقا.
وكذبت النصارى وا لجهمية على الله في أمر (2) عيسى. وذلك أ ن
الجهمية قالوا: روح الله وكلمته، إلا ن كلمته مخلوقة. وقالت النصارى:
عيسى روح الله وكلمته، فالكلمة (3) من ذاته، كما يقال (4): هذه الخرقة من
هذا الثوب.
قلنا نحن: إن عيسى بالكلمة كان، وليس عيسى هو الكلمة، وإنما الكلمة
قول الله. وقوله: <وروح منه) يقول: من أمره كان الروح فيه، كقوله تعالى:
(1) " فا لكلمة. . . مريم " سا قط من (ق).
(2) " ا مر" سا قط من (ن).
(3) " فا لكلمة " من (أ، غ).
(4) (ن): " نقول ".
426

الصفحة 426